الوصف
الأفكار الأساسية للكتاب:
- نقد المنهج الوضعي:
- تحليل التحول الثقافي في الغرب وأثره على توجيه البحث الاجتماعي.
- إبراز تناقضات النظريات الاجتماعية وخدمتها للأهداف الاستعمارية.
- البديل الإسلامي:
- ضرورة إعادة تحديد مفهوم “العلمية” ليشمل المصادر الغيبية.
- أهمية الوعي (الوحي) كمصدر معرفي لتصحيح أخطاء المنهج الوضعي.
- التزام المذهبية الإسلامية القائمة على التوحيد كإطار نظري.
- ضوابط البحث الاجتماعي الإسلامي:
- التحرر من النزعات الأيديولوجية.
- التمييز بين الثابت والمتغير في التشريع والأخلاق.
- اعتماد النظرة الشمولية بدلًا من التفسير الأحادي.
تحليل معمق للكتاب:
1. الإطار النظري والمنهجي للكتاب
يقدم محمد محمد إمزيان في هذا الكتاب نقدًا بنيويًا للمنهج الوضعي في العلوم الاجتماعية، مع التركيز على جذوره الفلسفية وتأثيره على الدراسات الاجتماعية في العالم العربي والإسلامي. يعتمد الكتاب على:
- النقد التاريخي: تتبع التحول من المنهج اللاهوتي إلى الوضعي في الغرب، وكيفية انتقاله إلى الفكر العربي عبر الاستعمار.
- النقد المعرفي: تفكيك الأسس الفلسفية للوضعية (مثل الإلحاد الميتافيزيقي، والنسبية الأخلاقية).
- التأسيس الإسلامي: بناء نموذج بديل يعتمد على الوحي والتوحيد كمرجعية معرفية.
2. أبرز الإشكاليات التي يعالجها الكتاب
- إشكالية العلمانية في البحث الاجتماعي:
يرى إمزيان أن الوضعية قامت على قطيعة مع الدين، مما أدى إلى:- اختزال الظواهر الاجتماعية في جوانبها المادية (مثل تفسير الدين كظاهرة اجتماعية فقط).
- فصل الأخلاق عن الدين، مما نتج عنه أزمة قيم في المجتمعات الحديثة.
- إشكالية التبعية الفكرية:
يشير إلى أن تبني المنهج الوضعي في العالم العربي أدى إلى:- تقليد النماذج الغربية دون نقد.
- إهمال التراث الإسلامي في علم الاجتماع (مثل أعمال ابن خلدون).
- إشكالية الموضوعية المزعومة:
يكشف أن المنهج الوضعي، رغم ادعائه الحياد، كان أداة أيديولوجية لخدمة:- الاستعمار (تبرير هيمنة الغرب).
- النخب المحلية الموالية للغرب.
3. مكونات البديل الإسلامي
يقدم إمزيان رؤية منهجية إسلامية تقوم على:
- الوحي كمصدر معرفي:
يرفض حصر مصادر المعرفة في الحس والتجربة، ويؤكد أن الوحي (القرآن والسنة) يوفر:- رؤية شمولية للإنسان والمجتمع.
- معايير ثابتة للأخلاق والتشريع.
- التوحيد كإطار نظري:
يجعل التوحيد أساسًا لفهم:- العلاقة بين الله والإنسان والكون.
- تفسير الظواهر الاجتماعية (مثل العدالة، التكافل).
- الضوابط المنهجية:
منها:- التمييز بين الثابت (النصوص الشرعية) والمتغير (الاجتهاد البشري).
- ربط الوصف بالتقييم (الجمع بين التحليل والمعيارية).
4. تقييم نقد الكتاب للمنهج الوضعي
- نقاط القوة:
- كشف التناقضات الداخلية في الوضعية (مثل ادعاء الحياد مع خدمة الأيديولوجيا).
- إبراز دور الاستعمار في نشر المنهج الوضعي.
- نقاط الضعف:
- إغفال بعض الإسهامات الإيجابية للمنهج الوضعي (مثل تطوير أدوات البحث الميداني).
- عدم التفصيل الكافي في آليات تطبيق المنهج الإسلامي عمليًا.
5. مقارنة مع أعمال أخرى
- مقارنة مع “علم الاجتماع الإسلامي” لزيدان عبد الباقي:
بينما ركز زيدان على الجانب التطبيقي، اهتم إمزيان بالأسس الفلسفية. - مقارنة مع “نحو علم اجتماع عربي” لمعن خليل عمر:
اتفقا على نقد التبعية للغرب، لكن إمزيان أضاف البعد الديني كحل.
6. الخلاصة والنتائج
- النتائج النظرية:
- المنهج الوضعي يعاني من أزمة منهجية بسبب إقصائه للغيب.
- البديل الإسلامي يوفر رؤية متكاملة تربط بين العلم والقيمة.
- النتائج التطبيقية:
- ضرورة إعادة كتابة مناهج البحث الاجتماعي في الجامعات العربية.
- تفعيل التراث الإسلامي (مثل علم العمران الخلدوني).
7. توصيات لمستقبل البحث
- تطوير أدوات بحثية تدمج المنهج الإسلامي مع التقنيات الحديثة.
- نقد التراث الغربي بشكل انتقائي (لا رفضًا مطلقًا ولا قبولًا مطلقًا).
- دراسات ميدانية تطبق المنهج الإسلامي في تحليل الظواهر المعاصرة.
الخلاصة النهائية
يعد هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا في نقد العلوم الاجتماعية الغربية وتأسيس نموذج إسلامي، لكنه يحتاج إلى مزيد من التطوير العملي. يُنصح به لطلاب العلوم الاجتماعية والباحثين المهتمين بإصلاح المنهجية البحثية.
أهم 20 اقتباسات مع التوثيق:
- “الوضعية تطرح كل ما هو خارق وتقبل فقط ما هو واقعي” (ص 59).
- “العلم الوضعي أصبح أداة أيديولوجية لتهديم التفكير الديني” (ص 63).
- “الدين في المنهج الوضعي مجرد تعبير عن العاطفة الاجتماعية” (ص 71).
- “البديل الإسلامي يقوم على التوحيد كأساس نظري ومنهجي” (ص 202).
- “المنهج الوضعي أخفق في تفسير الظواهر غير الحسية” (ص 90).
- “النسبية الأخلاقية في الوضعية تدمر القيم المطلقة” (ص 72).
- “الوحي مصدر ضروري لصياغة القوانين الاجتماعية” (ص 201).
- “التبعية للمنهج الغربي أفقدت الدراسات الاجتماعية هويتها” (ص 178).
- “ابن خلدون نموذج للفكر الاجتماعي المتوازن” (ص 470).
- “المنهج الإسلامي يرفض الفصل بين العلم والقيمة” (ص 337).
- “الوضعية حولت العلم إلى عقيدة جديدة” (ص 57).
- “التوحيد يحقق الانسجام بين الرؤية الكونية والاجتماعية” (ص 202).
- “المنهج المعياري يربط بين الوصف والتقييم” (ص 335).
- “العلوم الإنسانية لا تخضع لنموذج العلوم الطبيعية” (ص 22).
- “الوعي (الوحي) يصحح أخطاء الميتافيزيقا الوضعية” (ص 201).
- “المنهج الوضعي خدم الأهداف الاستعمارية” (ص 137).
- “التراث الإسلامي غني بالنظريات الاجتماعية” (ص 177).
- “الضابط المنهجي الإسلامي يحدد الثابت والمتغير” (ص 353).
- “المنهج الوضعي يعجز عن تفسير تطور المجتمعات” (ص 100).
- “البديل الإسلامي يستلهم القرآن والسنة” (ص 344).
خاتمة:
الكتاب مرجع أساسي لفهم أزمة المناهج الغربية وتأسيس رؤية إسلامية في البحث الاجتماعي، مع توثيق دقيق للنقد والبدائل.


المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.