الوصف
كلمة التحرير
===========
تحديد مصادر التنظير والتكوين لسائر شئون الأمّة وشُجُونها أمر في غاية الأهميّة. وفي محاولتنا لمقاربة مصدر من أهم مصادر تكوين هذه الأمة إلى جانب كتاب الله، يمكن تقسيم أجيال هذه الأمة من بعثة رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- وبداية التكوين التاريخيّ لها على يديه إلى أربعة أجيال، هي: جيل التلقّيّ، وجيل الرواية، وجيل الفقه، وجيل أو أجيال التقليد. وأهم ما يلزم ملاحظته في تقسيم هذه الأجيال هو مواقفها من النص القرآنيّ وبيانه النبويّ.
وأما مصادر التنظير والتكوين فقد أَلِفَ المعنيّون بدراسات “الفقه الإسلامي” وتاريخه وأصوله أن يقدموا منها أربعة يرون أنّها متفق عليها. وقد يذكرون عناوين أخرى لمصادر يقدمونها باعتبارها مصادر إضافيّة، مختلَفاً فيها. نجد هذا واضحاً في عامّة كتابات “أهل السنّة”، ويتفق معهم -مع اختلافات في بعض التفاصيل- من أُطلق عليهم علماء “أصول الفقه” -بعد ذلك- المتكلمين. وهذه المصادر الأربعة يقدّمونها بهذا الترتيب: القرآن الكريم، والسنّة النبويّة المطهّرة، والإجماع، والقياس.
وقد يتساهل بعض الكاتبين في هذه المجالات من المحدثين فيطلقون على هذه الأربعة جملةً، مع ما قد يلحقونه بها من بين الأدلّة المختلَف فيها: “مصادر التشريع” و”تاريخ التشريع” مستبدلين مصطلح “التشريع” بمصطلح الفقه، وهو الأنسب بمصطلح “التشريع”. وقد يكون ذلك على سبيل التغليب. لكنّنا نرى الأولى والأحوط أن يستعمل مصطلح “الفقه”، لا “التشريع”، وذلك للفروق الكبيرة بين الإثنين؛ “فالتشريع”: إنشاء شرع أو شريعة، وذلك وضع إلهيّ. أما “الفقه فإنّه معرفة الأحكام الشرعيّة العمليّة المكتسبة من أدلتها التفصيليّة” فالفقه -إذن- معرفة أو علم بشريّ ناجم عن فهم في الكتاب الكريم، أو فهم للسنّة المبيّنة له، أو استنباط منهما أو مماّ أسند إليهما من أدلة أو أدوات منهاجيّة.
والأصل في معنى ” المصدر” لغة: أنّه من “صدر فلان عن الماء، أو عن البلاد” أو “صدرت الإبل عن الماء” …
بحوث ودراسات
==============
يعالج البحث أهمية نقد متن الحديث والحاجة إليه، وتحديد الأطر المرجعية لعلم نقد متن الحديث، وتشخيص المشكلات المنهجية التي يقع فيها المهتمون بعلم نقد المتن. وقد اعتمد هذا البحث المنهج التاريخي التحليلي، إذ استُند فيه إلى النصوص، والجهود التراثية للعلماء الأوائل، وفي ضوء فهمها وتحليلها، تم تشكيل الأطر المرجعية لنقد متن الحديث، ولم يغب عن البحث كذلك المنهج الاستقرائي الذي قام بجمع بعض نماذج الخلل المنهجي التي يقع فيها المهتمون مع نقد متن الحديث، وتم تشكيلها بشكل مجموعات متقاربة تبرز أوجهاً من خلل المنهج الذي يعاني منه أهل العلم.
تناول الباحث بالدراسة مفهوم نقد المتن، موضحاً أبعاده، ومحرراً حدوده، ليتميز عن المفاهيم التي تقاربه. ثمّ بيّن وحدة علوم الشريعة مصدراً وتكامل العلوم المنهجية منها، كعلمي أصول الفقه ومصطلح الحديث. وتناول كذلك مفهوم النظر الفقهي والنظر الحديثي.
ولكل واحدة من هاتين القضيتين – وحدة العلوم الشرعية، ومسألة النظر الفقهي والنظر الحديثي – تداعيات وامتدادات عميقة في المعرفة الشرعية تتجاوز حدود نقد المتن. ثمّ شرع في تحديد مفهوم نقد المتن مبيّناً أنواعه، والعلوم التي تحدد أدواته.
الملخص
يبرز البحث جهود علماء الجرح والتعديل في نقد المتن بوصفه من أهم ركائزهم في نقد الرواة والحكم عليهم. كما يهدف إلى تسليط الضوء على جملة من النصوص التطبيقية التي لم تتعرض لها الدراسات السابقة، والكشف عن التنوع الاجتهادي في التعامل مع نقد المتن عند علماء الجرح والتعديل، وبيان الأسباب الموجبة لنقد المتن، وأثر ذلك في الحكم على رواة الحديث.
وقد جاء البحث بصورة أسئلة محددة مثل: ما الأسباب الموجبة لنقد المتن؟ ما أثر تلك الأسباب في الحكم على الرواة؟ وما هي حدود نقد المتن؟ وما مسوغات الحدود المذكورة؟ وقد أُجيب عن كلّ سؤال بالتتالي.
حاولت الباحثة استخراج المنهجية التي لم تتناولها الدراسات التي تعرضت لموضوع البحث، تلك المنهجية التي تساعد على وضع ضوابط ومعايير النقد التي نحتاجها في تعاملنا مع الأحاديث الصحيحة عند تعارض بعضها مع بعض. وتشتمل هذه المنهجية على قسمين: البدهيات واستنتاج القواعد التي اعتمدت عليها أم المؤمنين عائشة.
وقد بيّن البحث: موقع عائشة النخبوي بعد وفاة الرسول عليه السلام والعوامل التي ساعدت على تشكيل شخصيتها. والمنهجية المستخلصة من استدراكات عائشة. وقواعد ومقاييس الاستدراك لدى عائشة. ثم خاتمة تحمل دعوة لتشكيل فرق من الباحثين بتجميع كل الأحاديث وتصنيفها تصنيفاً موضوعياً، ثم عرض متونها على أدوات النقد.
——————–
رأي وحوار
===================
تعرض الورقة قضية جوهرية، هي قضية السنّة النبوية في إشكالية فكر الأمّة، وموقف الفرقاء المثقفين منها، وأنّ هذه القضية تتعدى الإشكاليات الفنية الأكاديمية إلى قضية تخلف الأمّة، وتخلف فكرها، والعداء والتعارض بين فئاتها المثقفة الدينية والمدنية. وقد عالج البحث النقاط الآتية: اهتمامات المدنيين وملاحظاتهم المنهجية. الإمكانات الحديثة والمنهجية الشمولية في قضايا نقد المتن والسند، نماذج في نقد المتن: علم الغيب وتلوث الثقافة. لا مجال لفكر الخرافة باسم الإسلام، عالم ما قبل الرسالة المحمدية، وعالم ما بعدها. ثم خاتمة تحمل دعوة لأجنحة فكر الأمة لحل المشكلات المنهجية.
AbuSulayman presents the prophetic Sunnah as an essential issue in contemporary Islamic thought. He deals with the position of various parties to show how this problem transcends the academic and technical spheres and is at least partially responsible for the Muslim world’s backwardness. The author discusses the concerns of secular groups and their methodological observations, modern possibilities, global methodological critiques of hadith texts and chains of narration, and also provides examples of critiquing those texts that are related to knowledge of the Unseen and culture. He asserts that there is no place for myths in Islam and that all parties of the Muslim world need to work together to solve methodological issues.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.