الوصف
كلمة التحرير
===========
مقدمة
شهدت العقودُ الأخيرة من التاريخ المعاصر حضورا إعلاميا كثيفا ومتناميا للشأنِ الإسلامي والحركاتِ والتنظيمات الإسلامية. وفي السنوات الأخيرة لم تَعُدْ عينُ المتابع أو أُذُنُه -لأيةِ مادةٍ إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية- تُخْطِئُ إشارة مباشرة إلى الإسلام والإسلاميين. وتَضَمَّنَتْ هذه التغطيةُ الإعلامية كلَّ صورِ التعبير الإيجابية والسلبية. وقد تَجَاوزَ هذا الحضورُ الإسلاميُّ مجالاتِ التغطية الإعلامية إلى الجدلِ والمفاوضات السياسية، وإلى الدراسةِ المتخصصة في مراكز البحوثِ في معظم أنحاءِ العالَم. لذلك لم يكنْ غريبا أنْ تصبحَ رؤيةُ العالَمِ عند الإسلاميين موضوعا للبحث والدراسة، لأغراض مختلفةٍ، أَهَمُّها: توفيرُ البيانات المناسبة لتحديد صورِ التعامل مع الإسلاميين؛ بِوَصْفِهم الهَمَّ الأكبرَ لأنظمة الحكم في البلاد الإسلامية، وفي معظمِ بلدان العالم الأخرى، وباعتبار أنَّ رؤيةَ العالَم أصبحت نموذجا تفسيريا لفَهْمِ طبيعةِ المشكلات بين فئات الناس، كما أصبح توضيحُ المُؤْتَلِفِ والمُخْتلِفِ في رُؤى العالَم بين الناس سبيلا للتعامل مع هذه المشكلات ومحاولات تذليلها.
ثُمَّ إنَّ رؤيةَ العالَمِ أو الرؤيةَ الكونية في التفكير الإسلامي ليست مجرد قضيةٍ نظرية ترتبط بعلم الكلام “الثيولوجيا،” وإنَّما تُعَبِّرُ عن ثلاثةِ مستويات مترابطة ومتكاملة. رؤيةُ العالَم أولا، تصورٌ ذهني للعوالم الطبيعية والاجتماعية والنفسية، فكأنَّها مجموعةٌ من الصور الثابتة والمتحركة، يراها الإنسانُ، فتَلْفِتَ انتباهَه وتَدْعُوه إلى التفكر والتأمل، بِقَصْد الفهم والإدراك. ورؤيةُ العالَم ثانيا، موقفٌ من العالَم أو حالةٌ نفسية عند الإنسان تستدعي إقامةَ علاقةٍ بهذه العوالم، علاقةِ تمكينٍ وتسخير، وسلامٍ وانسجام، وإجلالٍ وتهيب، ورغبةٍ ورهبة. ورؤيةُ العالَم ثالثا، خِطّةٌ لتغيير العالَم؛ أي مجموعةٌ من الأهداف التي يسعي الإنسان من خلال تحقيقِها إلى جعلِ العالَمِ أكثرَ انسجاما وتوازنا، وليصبحَ الإنسانُ أكثرَ تمكّنا من توظيف أشياءِ العالَمِ وأَحْدَاثِه وعلاقاته وتسخيرِها لبناء حياةٍ أفضلَ للإنسان في هذا العالم، بِوَصْفِ هذه الحياة مزرعة لدنياه وأخراه.
والحديثُ عن الربط بين الإسلاميين ورؤية العالَم، يَفْتَرضُ بيانا محددا يُوَضِّحُ مَنْ همُ الإسلاميون في سياق هذا الحديث؟ وما المقصودُ برؤية العالَم؟ وما رؤيةُ العالَم عند الإسلاميين؟ …
بحوث ودراسات
==============
يعرض البحث مقدمة تشمل حديثا عن وقائع من حياة الرسول عليه السلام والصحابة، تؤكد أن الالتفات للرأي العام العالمي، والحرص على نقاء صورة المسلمين عند تطبيق الأحكام الجزئية هو مما يوجبه التطبيق الصحيح للنص. وقد تضمن البحث الأفكار الآتية: الرؤية الكلية في هدي الرسول عليه السلام وأصحابه. والمبادئ الكلية الموجهة للاجتهاد الجزئي في موضوع فقه الأرض، وفيه ست نقاط. ومسألة دار الإسلام ودار الحرب، كيف نفهمها في ظل النظرة الكلية لفقه الأرض؟. وموقف فقهاء المذاهب من أقسام الدور، ومدى اقترابه من الرؤية الإسلامية للعالم. ورأي الفقهاء المحدثين وخاتمة تتضمن أحكاماً عامة.
يركز البحث على أصول البناء الفقهي التراثي (في تقسيم المعمورة)، عبر كشف المرجعيات التي استند إليها، ومدى صلتها بالمرجعية النصية، من أجل الكشف عن الخطوط العامة للتصور القرآني للمعمورة. وقد جاء البحث بمقدمة فيها حديث عن التصورات الفقهية التقليدية في تقسيم المعمورة على أساس البعد التاريخي والمرجع العقدي، وافتقرت بشدة إلى مرجعيات نصية في القرآن والسنة. وتضمنت أفكارا كلية كبرى تضمنت أفكارا جزئية كثيرة، هذه الأفكار الكلية هي: المرجعيات (النصية والتاريخية، والعقدية). وخطاب في الأرض (المقدس، والمبارك، والمحرم). وخاتمة فيها تلخيص للتصور القرآني لجغرافيا المعمورة.
الملخص
البحث قراءة تأصيلية تجديدية أولية حول مفاهيم اختلاف الدارسين، وأثر ذلك في اختلاف الأحكام، وكيفية الإفادة من هذه الأحكام، من أجل بلورة مجموعة مضامين جديدة لفلسفة اختلاف الدارسين في إطار تغيير الإنسان والمكان والزمان. وجاء البحث بمقدمة فيها حديث عن القراءة التأصيلية، والأهداف، والالتزام بروح المقاصد الإسلامية، وثلاث أفكار رئيسة هي: 1. الدار، دلالتها، ومناط والحكم عليها، 2. وأصالة تقسيم الدور. 3. والأبعاد الفلسفية لاختلاف الدارين، وخاتمة.
يعرض البحث أبرز الأدبيات التي تناولت هذه المسألة بحسب التوجه الذي تبناه مصنفوها، كما يعرض أدبيات بعض الباحثين في العلوم السياسية. ثم يعرض معيارا يكمن في الأساس الذي بنيت عليه الرؤى المختلفة للتقسيم الإسلامي للمعمورة. وقد جاء البحث بمقدمة فيها حديث عن التقسيم الإسلامي للمعمورة. وعلاقة المسلمين بغيرهم في الفكر الإسلامي المعاصر. والاتجاهات التي تربط المسلمين بغيرهم. ثم الأفكار الرئيسة الآتية: الحرب هي الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، السلم هو الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، الدعوة هي الأساس الذي يحكم هذه العلاقة، وأدبيات في العلوم السياسية أبرزت أهمية دار العهد. وخاتمة فيها حديث عن شرعية المراجعة المنهجية لهذا التقسيم.
——————–
قراءات ومراجعات
===================
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.