الوصف
كلمة التحرير
===========
مقدمة:
عرفت أصولنا الفقهية “مقاصد الشريعة” في إطار السقف المعرفي الذي كان سائدًا في الماضي، وتكلم الأصوليّون فيها باعتبارها غايات للحكم الشرعي، أو فوائد تتحقق به وتترتب عليه، أو عللاً توظَّف في مجال القياس، أو حِكمًا تثبِّت القلوب وتزيد في اطمئنانها لصلاحية الشريعة، وأخذت على أيدي إمام الحرمين والغزالي والعز بن عبد السلام والشاطبي صيغة “الكليَّات القطعيَّة” التي لا تخرج الأحكام عنها بحال، ولكنها ولأسباب عديدة لم تأخذ من حوارات أهل الفقه والأصول ما أخذه الإجماع أو القياس أو الاستحسان من الاهتمام بحيث تؤدي تلك الحوارات إلى بلورتها وإنضاجها، وتحويلها إلى مصدر أساس للحكم الشرعي، ولتقييم الفعل الإنساني، فبقيت المقاصد محدودة التداول في دائرة الفضائل، أو عُدّت نوعًا من الأدلة المعضِّدة لما تنتجه أدلة أصوليَّة أخرى.
لذلك رأينا أن الحاجة ماسة لاكتشاف “المقاصد القرآنية العليا الحاكمة”، وتحديدها بمنتهى الدقة، وتحويلها إلى قاعدة منهجية وأصول كلية قطعية، يمكن أن تؤدي إلى غربلة الفقه الإسلامي، وتمكين القادرين من إمعان النظر في أصوله وفصوله، والميز بين كلياته وجزئياته وتمكين الفقهاء المعاصرين من منهج يمكنهم من معالجة مستجدات العصور، وحل الإشكالات الحادثة والوقائع المتجددة حلاً إسلاميًا ينسجم وخصائص هذه الشريعة، وكونها الشريعة الخاتمة العامة الشاملة، الرافعة للحرج، الواضعة للإصر والأغلال عن البشر، والمحللة للطيبات والمحرمة للخبائث، والقادرة على الاستجابة لسائر مستجدات …
بحوث ودراسات
==============
جاء البحث، كي يعالج إشكالية النسخ التي لا تنفصل عن قضايا جمع القرآن وتاريخه وتدوينه، وأسباب نزوله، وقراءاته، وتناقله. ومن المتعذر تصور جوانبها كلها دون الإحاطة بذلك كله، والنظر فيه بشكل منطقي مترابط. فقد اختلف في النسخ اختلافا كبيرا: في حقيقته، ومعناه، وكيفية الحكم به إلى غير ذلك من قضايا.
وجاء البحث أيضا، ليرسم معالم منهج في المراجعات التي نحتاجها لمراجعة كثير من جوانب تراثنا، مراجعة علمية دقيقة، أملا في أن تساعد في تنقية هذا التراث مما أصابه، والتصديق عليه بالقرآن، وتجاوز ما لا أصل له.
يناقش البحث موضوع الأقليات الإسلامية في تجمعات البلدان القريبة التي تختلف عن البلدان الإسلامية في العقائد، والقيم، والعادات، والثقافات. . . فقد أثار الفقهاء قضايا فقهية ومسائل شرعية ترتبط بهويات الأقليات الإسلامية في بلدان الغلبة فيها والسيادة لغير المسلمين. يناقش البحث: الأرض في المفهوم الفقهي، والمعيار الاجتماعي للأرض في الإسلام، وطرح نقدي لمفهوم الأرض في الإسلام، والأضرار التي تلحق الأقليات الإسلامية: ضرر يلحق الأقليات الإسلامية الذي يلزم من تفاعلها الإيجابي مع السكان الأصليين، وضرر ناتج عن السلبية.
الملخص
تناول البحث تحليل ظاهرة العولمة وبعض إشكالاتها الأيديولوجية، والمنهجية، والمعرفية، والحضارية العامة. كما حاول البحث النظر في مفهوم العولمة، واستكشاف أبعادها المختلفة في إطار أكثر شمولا. ويركز البحث على بيان صياغة مقاربة حضارية للعولمة تسمح بتحقيق توجيه حضاري لمساراتها، وأهدافها، ومضامينها.
يتبع البحث في ذلك كله منهج تحليل النصوص واستقرائها في محاولة لتفسير طبائعها ومساراتها. وقد قسم البحث إلى تقديم وصف تشخيصي أولي لظاهرة العولمة، ثم عرض لحقيقتها في النموذجين الغربي والعربي، ثم عرض لأنواع العولمة، وأخيرا معالجة مسألة العولمة الحضارية.
تناقش الدراسة أطروحتي فوكوياما، وهنتنجتون، وتحاول عقد مقاربة بين تينك الأطروحتين، وما قدمه مالك بن نبي في المشكل الحضاري. وقد وظف الكاتب منهج التحليل المقارن؛ لأهميته في الكشف عن كثير من الموضوعات. وتناول الباحث بالدراسة تعريف الحضارة بين اللغة والاصطلاح، ثم أطروحة مالك بن نبي الحضارية، ثم فوكوياما ونهاية التاريخ، ثم هنتنجتون وصدام الحضارات، وأخيرا حوار ثقافات أم صدام حضارات، ولمن ستكون الغلبة؟ ونحن – العرب والمسلمين – هل سيكون بوسعنا أن نتحرر من الغرب وسطوته؟ !
——————–
قراءات ومراجعات
===================
——————–
[ 1 ] الانتشار والتعامل مع الآخر
يعتبر كتاب سير توماس أرنولد ( 1864 ـ 1930 م ) : ” الدعوة إلى الإسلام ” وثيقة تاريخية قيّمة عن انتشار الإسلام ، ولعّلها تكون أهمّ وثيقة إذا تذكرنا أن مؤلفها لم يكن مسلماً ، وإذا لاحظنا غزارة مادتها ، وغنى وتنوّع المصادر والمراجع المعتمدة فيها ، ودقّة التوثيق الذي عوملت به هذه المادة. بل إذا لاحظنا أن معظم ما كتب عن هذا الموضوع كاد أن ينحرف عن الجادة ، وأن يتعامل مع الظاهرة بمعطيات مسبقة ، الحقت بالوقائع التاريخية الكثير من التزييف والتحريف وسوء التفسير.
ثم ها هو كتاب أرنولد يجيء ـ على ما فيه من عثرات وهفوات ـ لكي يردّ الأمر إلى نصابه ، ويقف شاهداً علمياً متفرداً على الدوافع والأسباب الحقيقية لانتشار الإسلام ، والصيغ التي انتشر بواسطتها ، والنتائج التي تمخضت عن هذا كله.
يعد أرنولد ـ ولا ريب ـ من كبار المستشرقين البريطانيين ، تعلّم في كمبردج ، وقضى عدة سنوات في الهند أستاذا للفلسفة في كليّة عليكرة الإسلامية. وهو أول من جلس على كرسي الأستاذية في قسم الدراسات العربية في مدرسة اللغات الشرقية بلندن.
وصفه المستشرق البريطاني المعروف ( سير هاملتون غب ) بأنه ” عالم دقيق فيما يكتب .. وأن معرفته بالإسلام ترفع أقواله فوق مستوى الشبهات “. ذاع صيته بكتابيه ( الدعوة إلى الإسلام ) الذي ترجم إلى أكثر من لغة ، و ( الخلافة ) الذي ينطوي على أخطاء واستنتاجات لا يمكن التسليم بها ، كما أنه نشر عدة كتب قيّمة عن الفن الإسلامي ، وأشرف على تنسيق وإخراج الكتاب المشهور ( تراث الإسلام ) الذي ترجم إلى العربية …


المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.