Skip to content Skip to footer

3- العلاقات الدولية في الإسلام الجزء الثالث – المداخل المنهجية للبحث في العلاقات الدولية في الإسلام

نبذة عن الكتاب:

هذا الكتاب هو جزء من مشروع بحثي ضخم قام به “المعهد العالمي للفكر الإسلامي” (مقر القاهرة)، وتم إصداره عام 1996م. يركز هذا الجزء على التأصيل المنهجي لدراسة العلاقات الدولية في الإسلام من خلال المصادر الأساسية للتشريع، وهي: القرآن الكريم، السنة النبوية، التاريخ الإسلامي (عصري النبوة والخلافة الراشدة)، والفقه الإسلامي. يعالج الكتاب الإشكاليات المنهجية والعلمية التي تواجه الباحثين في هذا الحقل، ويسعى لبناء رؤية إسلامية أصيلة ومتكاملة للعلاقات الدولية.

 

أهمية الكتاب:

  1. التأصيل المنهجي: يعد مرجعاً أساسياً في بيان المنهجية العلمية الصحيحة للتعامل مع النصوص الشرعية (القرآن والسنة) والتاريخ الإسلامي والفقه لاستنباط نظريات سياسية وعلاقاتية.

  2. معالجة إشكالية التخصص: يعالج الإشكالية العميقة المتمثلة في الفجوة بين الباحثين في العلوم الشرعية وباحثي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ويقدم نموذجاً للعمل الجماعي التكاملي بينهما.

  3. الرد على الشبهات: يقدم أدوات منهجية قوية للرد على الشبهات والقراءات المغلوطة للنصوص التي تروجها بعض المدارس الاستشراقية والتيارات الفكرية المعاصرة.

  4. البناء لا النقد فقط: لا يقتصر على نقر المناهج القائمة، بل يقدم بديلاً منهجياً متكاملاً لبناء رؤية إسلامية للعلاقات الدولية.

  5. الاهتمام بالواقع: يربط بين التنظير الأصيل وإشكاليات الواقع الدولي المعاصر، سعياً لتقديم إجابات عملية.

معلومات إضافية

إشراف

أ.د. نادية محمود مصطفى

الناشر

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

سنة النشر

1996

عدد الصفحات

220

التصنيف

هذا غير متوفر في المخزون حالياً.

رمز : غير محدد التصنيفات: , الوسوم: , Product ID: 20830

الوصف

الأفكار الأساسية:

  1. تعدد المصادر: يؤكد الكتاب أن بناء الرؤية الإسلامية للعلاقات الدولية يعتمد على أربعة مصادر رئيسية: القرآن والسنة (مصدرا تأسيس)، والتاريخ الإسلامي والفقه (مصدرا بناء).

  2. المنهجية في التعامل مع القرآن: ينتقد الكتاب المنهج “الجزئي” في تفسير القرآن (تفسير الآية بمعزل عن سياقها) ويدعو إلى اعتماد “المنهج الموضوعي” الذي يجمع الآيات المتعلقة بموضوع واحد (مثل الجهاد، السلم، الدعوة) ويحللها في إطار الرؤية الكلية للقرآن.

  3. ضوابط فهم السنة: يضع شروطاً صارمة للاستدلال بالسنة في العلاقات الدولية، أهمها: ثبوت صحة الحديث، وفهمه في سياقه الصحيح، وربطه بمقاصد الشريعة والأصول الكلية للقرآن.

  4. التعامل مع التاريخ: يدعو إلى قراءة التاريخ الإسلامي (خاصة في عهد النبوة والخلافة الراشدة) قراءة استنباطية للعبر والنماذج، وليس مجرد سرد للأحداث، مع ضرورة تطبيق ضوابط نقد الروايات التاريخية.

  5. دور الفقه الإسلامي: يرى أن الفقه الإسلامي تراث غني يمكن البناء عليه، لكنه يحتاج إلى “اجتهاد” يتعامل مع المستجدات المعاصرة في ضوء مقاصد الشريعة، ويرفض دعوى إغلاق باب الاجتهاد.

  6. الرؤية الكلية: يشدد على أن أي تنظير للعلاقات الدولية في الإسلام يجب أن يُستمد من رؤية عقدية كلية للإنسان والكون والحياة، وأن يرتبط بمقاصد الشريعة العليا (كحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال).

  7. التكامل لا التعارض: يرفض وجود تعارض حقيقي بين نصوص الشريعة، ويؤكد أن ما يبدو تعارضاً هو توهم ناتج عن قصور في الفهم أو المنهج، ويمكن رفعه بمناهج الجمع والترجيح.

  8. قضية النسخ: يتناول إشكالية “آية السيف” والنسخ بشكل متوازن، ويرفض الإفراط (الادعاء بنسخ معظم آيات السلم) أو التفريط (إنكار وجود النسخ مطلقاً)، ويؤكد أن النسخ يحتاج إلى دليل واضح.

  9. الدعوة أساس العلاقة: يخلص الكتاب إلى أن “الدعوة إلى الإسلام” هي الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم، بينما تكون علاقات السلم أو الحرب أشكالاً متغيرة تبعاً للظروف والموازنات.

  10. ضرورة التكامل البحثي: يختم بتوصية عملية بضرورة وجود فرق بحثية متكاملة تجمع بين متخصصين في العلوم الشرعية ومتخصصين في العلوم السياسية والعلاقات الدولية.

 

تحليل معمق للكتاب:

المشروع الفكري الشامل

هذا الكتاب ليس مجرد دراسة أكاديمية تقليدية، بل هو جزء من مشروع فكري منهجي يهدف إلى إعادة بناء الأدوات المعرفية والمنهجية لفهم العلاقات الدولية من منظور إسلامي أصيل. يمكن تحليله من عدة مستويات:

التحليل المنهجي

1. الثورة على المناهج السائدة

الكتاب يمثل ثورة على ثلاث fronts منهجية:

  • ضد القراءة التجزيئية للنصوص: يهاجم المنهج الذي يعزل الآيات والأحاديث عن سياقاتها الكلية

  • ضد الفصل بين التخصصات: يرفض القطيعة المعرفية بين العلوم الشرعية والعلوم السياسية

  • ضد القراءات الإسقاطية: ينتقد محاولات إسقاط المناهج الغربية جاهزة على النصوص الإسلامية

2. البنية المنهجية المتكاملة

يبني الكتاب منظومة منهجية متكاملة تقوم على:

  • التأسيس العقدي ← المقاصد الكلية ← المناهج الإجرائية ← التطبيقات الواقعية

3. معالجة الإشكالية المركزية

الإشكالية المركزية التي يعالجها الكتاب هي: كيف يمكن لباحث في العلوم السياسية أن يتعامل مع النصوص الشرعية دون أن يقع في فخ القراءة السطحية أو التحريف؟

 

التحليل المعرفي

1. إعادة تعريف مصادر المعرفة

يعيد الكتاب تعريف المصادر بطريقة منهجية:

  • مصادر تأسيس (القرآن والسنة): تشكل الرؤية الكلية والثوابت

  • مصادر بناء (التاريخ والفقه): توفر الأدوات التطبيقية والسياقات

2. نظرية المعرفة المتكاملة

يقدم الكتاب نظرية معرفية تقوم على:

  • الترابط العضوي بين مصادر المعرفة المختلفة

  • التكامل بين النقل والعقل

  • الوحدة بين التنظير والتطبيق

3. مفهوم “الرؤية الكلية”

هذا المفهوم هو العمود الفقري للكتاب، حيث يؤكد أن:

  • لا يمكن فهم الجزئيات إلا في إطار الكليات

  • العلاقات الدولية جزء من رؤية شاملة للإنسان والكون والحياة

  • المقاصد الكلية للشريعة هي الإطار الحاكم للتفاصيل الفقهية

التحليل النقدي

1. نقده الداخلي

ينتقد الكتاب الممارسات السلبية داخل المنظومة الإسلامية:

  • التقليد الجامد للتراث الفقهي

  • الاجتهاد العشوائي غير المنضبط

  • الانقطاع التاريخي عن السياقات الأصلية للنصوص

2. نقده الخارجي

يواجه الكتاب التحديات الخارجية:

  • الاستشراق وقراءاته المشوهة

  • العلمانية وإقصاءها للدين من المجال العام

  • النسبية الأخلاقية في العلاقات الدولية

 

التحليل البنائي

1. الهيكل المعرفي المتدرج

يبني الكتاب معرفته عبر مستويات متدرجة:

  1. المستوى التأسيسي: الرؤية العقدية والكليات

  2. المستوى المنهجي: أدوات فهم النصوص

  3. المستوى التطبيقي: النماذج التاريخية والقضايا المعاصرة

2. الشبكة المفاهيمية المتداخلة

يخلق الكتاب شبكة من المفاهيم المترابطة:

  • الرؤية الكلية → المقاصد → السنن → المناهج → التطبيقات

 

الإسهامات النظرية الرئيسية

1. نظرية “التفسير الموضوعي”

يطور الكتاب نظرية متكاملة في التفسير الموضوعي للقرآن، تتميز بـ:

  • الجمع بين الآيات المتعلقة بموضوع واحد

  • الربط بين السياقات التاريخية والمقاصد الخالدة

  • التكامل بين المستويات المختلفة للنص

2. نظرية “العلاقات الدولية المتدرجة”

يقدم نظرية متدرجة للعلاقات تقوم على:

  • الدعوة كأصل للعلاقة

  • السلم كإطار للتعايش

  • الجهاد كاستثناء مضبوط بالشروط والمقاصد

3. نظرية “الاجتهاد التكاملي”

يطور نموذجاً للاجتهاد يجمع بين:

  • الأصالة الشرعية

  • الواقعية السياسية

  • المقاصدية المنهجية

التحليل الواقعي

1. معالجة الإشكاليات المعاصرة

يعالج الكتاب إشكاليات راهنة مثل:

  • إشكالية “العنف” و”الإرهاب”

  • علاقة المسلمين بغير المسلمين في العالم المعاصر

  • موقف الإسلام من النظام الدولي القائم

2. الجمع بين الأصالة والمعاصرة

يحقق الكتاب توازناً دقيقاً بين:

  • الالتزام بالنصوص وفهم الواقع

  • الثبات على المبادئ ومرونة التطبيق

  • الاستفادة من التراث وتجديد المناهج

 

التحديات والانتقادات المحتملة

رغم قوة المشروع، يمكن توجيه بعض الانتقادات:

  1. الصعوبة المنهجية: قد يكون المنهج المقترح صعب التطبيق على الباحثين غير المتخصصين

  2. الطابع النخبوي: يحتاج تطبيق المنهج إلى فرق بحثية متكاملة يصعب توفرها

  3. الإطار المؤسسي: يحتاج المشروع إلى مؤسسات بحثية داعمة لتحقيق نتائج ملموسة

 

الخاتمة: مشروع للتجديد المنهجي

يمثل هذا الكتاب نموذجاً متقدماً للتفكير المنهجي في الفكر الإسلامي المعاصر. فهو لا يقدم إجابات جاهزة، بل يقدم أدوات التفكير اللازمة للإجابة على الأسئلة المستجدة.

قيمة الكتاب الحقيقية تكمن في كونه:

  • خريطة طريق للتجديد المنهجي

  • جسر معرفي بين التخصصات

  • مشروع نهضة فكرية شاملة

هذا العمل لا يقتصر أهميته على حقل العلاقات الدولية، بل يمثل نموذجاً يمكن تعميمه على جميع حقول المعرفة الإسلامية، من الاقتصاد إلى الاجتماع إلى السياسة، مما يجعله إسهاماً مهماً في بناء منهجية إسلامية شاملة للعلوم الإنسانية والاجتماعية.

 

أهم 20 اقتباسًا من الكتاب مع توثيق الموضع:

  1. “التنظير لوضوع شديد التشابك والتعقيد مثل العلاقات الدولية في الإسلام، لا يقف عند حد الجمع الميكانيكي بين الآيات الخاصة بالموضوع وتقصي تفسيراتها فحسب، ولكن يتعدى ذلك إلى أقصى الآفاق التنظيرية ومداها.” (الصفحة 26)

  2. “إن المصادر وفق هذه الرؤية تفرض المعنى الفني الذي يشير إلى قنوات مصادر من دون الإشارة إلى الأدلة… المصادر هنا هي القرآن والسنة (كمصدر تأسيس)، والتاريخ والفقه كمصادر لعملية البناء.” (الصفحة 9)

  3. “إن للمسألة صعوبات نسبية بالنسبة لفريق معظمه ينتسب إلى حقل العلوم السياسية، كان على هذا الفريق أن يصل عرض مشاكله المختلفة حتى يتمكن من مواجهتها أو حلها ضمن أصول منظومة التفكير الإسلامية.” (الصفحة 9)

  4. “إن دعوى فتح باب الاجتهاد للفقه التكاملي والفقهاء القادرين على إعادة صياغة حياة المسلمين… تكريس في النهاية ليس فقط استمرار غلق باب الاجتهاد بل وأيضا إحجام العقل المسلم عن التفكير.” (الصفحة 16)

  5. “الواقع المنزوي في العالم الإسلامي في الواقع الدول الراهن، لا يجب أن يكون معياراً على المدى الشرعي.” (الصفحة 16)

  6. “إن فقد الحديث أو فهم السنة ينبغي أن يتم على مستويات ثلاثة: النظر في الحديث الواحد، والنظر في علاقة الأحاديث الواردة بشأن المسألة الواحدة، وبيان العلاقة بين الحديث وآيات الكتاب.” (الصفحة 12)

  7. “التاريخ الإسلامي له مكانة خاصة بين هذه المصادر… إذ يقدم للتنظير عطاء في مفهوم العلاقات الخارجية وأشكالها، ووجهاتها، والفواعل فيها.” (الصفحة 13)

  8. “وضابط قراءة الرؤية التاريخية قراءة تستطلع الظاهر والباطن منها، دون تكلف أو اعتساف أو حملها على ما تحتمله من معاني وتأويلات.” (الصفحة 14)

  9. “إن طبيعة الفقه هي تخريج أو استنباط هذه الأحكام من مصدرها أو القياس عليها فيما يستجد من حالات، وإن عملية التخريج أو الاستنباط هي في النهاية اجتهاد بشري معرض للخطأ.” (الصفحة 14)

  10. “إن الجهود لا يجب أن تفق عند حد إعادة صياغة الفقه التقليدي ليواكب ما استحدث من تطور في العلاقات الدولية، ولكنها يجب أن تتواصل بهدف استنباط الأحكام الشرعية القادرة على مواجهة الحاجات الجديدة.” (الصفحة 16)

  11. “إن اعتبار الواقع لاختياره من القواعد الأساسية التي تشير إلى صعوبات مركبة… فإنها غالباً ما تؤدي إلى اعتقاق رأي مسبق بفرضه واقع الضعف.” (الصفحة 21)

  12. “والرؤية الكلية لا تقتصر على جرد هذه العناصر (الإنسان والكون والحياة) بل تتسرب إلى ما يتعلق بالمقاصد الكلية العامة للشريعة التي تبحث في جواهر الأفعال لا أشكالها فحسب.” (الصفحة 10)

  13. “إن الشريعة لا تعارض فيها البتة، فالمتحقق بها متحقق بما في الأمر، فيلزم ألا يكون عنده تعارض.” (الصفحة 68)

  14. “النسخ ليس التخصيص بعد عموم وليس التقييد بعد إطلاق… فإن الإفراط في ماصدقات النسخ، أوقى البعض في الخلف.” (الصفحة 84)

  15. “أصل العلاقة وتأييد الحكم، فإن الجهاد يكون ماضياً إلى يوم القيامة… إلا أن هذا التأييد لا ينصرف إلى كونه أصلاً للعلاقة، والأصل في هذا السياق ‘الدعوة’.” (الصفحة 84)

  16. “إن الجهاد مرتبط بأسبابه وظروفه، وليس هذا من النسخ… فغير حال المسلمين لا يعني إلا بقاء فريضة الجهاد على المسلم، حيث يكون له حكم، فالحكم يناسب بذهاب سببه مع بقاء الحكم فقها.” (الصفحة 85)

  17. “لا نسخ في الكليات… فالكليات الأساسية للشريعة… النظرة للإنسان والكون والحياة.” (الصفحة 86)

  18. “عملية مهمة فإن تأسيس العلاقة بين المسلمين وغيرهم شأن خطير، يجب نسبته واشتقاقه من رؤية كلية تأسيس عقدي.” (الصفحة 86)

  19. “إن التواصل مع القرآن ووصل مفاهيمه بالواقع المعاصر لابد أن يأخذ مكانه في المساقات الدراسية المختلفة.” (الصفحة 89)

  20. “تكمن أهم العناصر التي يهتم بها أصحاب تخصص العلوم السياسية في إثارة الموضوعات وتحديد الإشكالات… بينما يتمتع أصحاب العلوم الشرعية بالتعرف على عناصر الضبط الشرعي.” (الصفحة 88)

 

الخاتمة:

يُعد هذا الكتاب مشروعاً فكرياً ومنهجياً طموحاً وأساسياً لكل باحث جاد في حقل “العلاقات الدولية من منظور إسلامي”. لا يقدم إجابات جاهزة بقدر ما يزود القارئ بالأدوات والمناهج اللازمة لاستنباط هذه الإجابات من المصادر الأصيلة بطريقة علمية رصينة، مما يجعله مرجعاً لا غنى عنه في مكتبة الفكر السياسي الإسلامي المعاصر.

 

للقراءة والتحميل

 

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “3- العلاقات الدولية في الإسلام الجزء الثالث – المداخل المنهجية للبحث في العلاقات الدولية في الإسلام”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

E-mail
Password
Confirm Password