الوصف
كلمة التحرير
===========
في هذا العدد الذي تفتتح به إسلامية المعرفة الدورة الرابعة من مسيرتها المباركة بإذن الله، نستضيف عبر كلمة التحرير الدكتور عبد الحميد أحمد أبو سليمان –مدير الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا ورئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي- الذي يصوب النظر في صحائف معدودات إلى موضوع ذي خطر بعيد في حياة الأمة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ذلكم هو موضوع التربية والتنشئة الاجتماعية.
أما محتويات العدد فقد جاءت على النحو الآتي: يطالعنا محمد أبو الليث الخير آبادي ببحث يستقصي العناصر والخطوات المكونة للمنهج العلمي في التعامل مع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهي عناصر وخطوات استطاع الباحث استخلاصها من التراث العلمي الزاخر الذي بلوره علماء الأمة عبر الأجيال، ونحسب أن فينشر هذا البحث دعوة مباشرة للعلماء والمفكرين أن يولوا دراسات السنة في مستوياتها المنهجية والمضمونية مزيداً من العناية والجهد لاستكناه الحكمة الخالدة والقيم الباقية التي تنطوي عليها السنة النبوية المشرفة، وتحريرها من العناصر الظرفية والتاريخية التي اكتنفتها، سعياً بذلك إلى جعلها –مع هداية القرآن الكريم- قاعدةً لعمل المسلم وسلوكه –فرداً ومجتمعاً- في إطار ظروف الحياة وأوضاعها المتغيرة.
أما أحمد الريسوني فيعيد طرحَ القضية القديمة المتجددة عن العلاقة بين النص والمصلحة، وما إذا كان علاقة تطابق أم تعارض. ويدعونا الكاتب إلى تجاوز النـزعة الفقهية النصية في مناقشة القضية اكتفاءً بالتراث العلمي الكبير الذي تراكم حولها، مركزاً على تناولها في سياق أبعادها الواقعية كما يمكن أن تتجلى في حياتنا المعاصرة. وقد تمكن الباحث من خلال هذا المدخل أن يثبت أن دعوة التعارض لا حقيقة لها في واقع الأمر.
وفي بحث فلسفي مركّز، يدعونا أبو يعرب المرزوقي إلى إعادة النظر في الأصول والجذور المعرفية التي أسست للوهم القائل بالفصل بين الجوانب الروحية والنفسية والجوانب العقلية والعلمية في حياة الإنسان وتجربته الثقافية والاجتماعية. ومن خلال تحليل عميق لأبعاد التجربة الإنسانية في مستوياتها العقلية والعلمية والروحية والقيمية، وعبر نقدٍ أصيل للنـزعات الفلسفية الحلولية والانطوائية المؤسِّسة للتقابل والتنافي بين عناصر …
بحوث ودراسات
==============
يستقصي البحث عناصر المنهج العلمي في التعامل مع السنة شارحاً الخطوات التي يتبعها المحدثون لمعالجة متون الأحاديث من الكشف عن الشذوذ في المتن، والزيادة والقلب، والاضطراب، والتصحيف، والإدراج، والكشف عن العلة، ويتعرض لمخالفة بعض الأحاديث لنصوص القرآن، أو لحديث آخر صحيح، أو للتاريخ الثابت والصحيح أو للعقل أو الحس الإيماني. ويشرح الخطوات التي يتبعها المحدث، لاسترجاع السنة في ضوء الواقع المعاصر، مفصلاً في قضية فهم السنة من خلال البعد المكاني والزماني، والبعد المقاصدي، والبعد الموضوعي، والبعد السببي، والبعد الدلالي اللغوي والشرعي والعرفي.
يعيد البحث طرح العلاقة بين النص والمصلحة، وهل هي علاقة تطابق أم تعارض؟ ويدعو إلى تجاوز النزعة الفقهية النصية وتناولها في سياق أبعادها الواقعية، ويثبت البحث أن دعوى التعارض لا حقيقة لها في واقع التراث الإسلامي. فيبدأ البحث بسرد تاريخي للقضية، ويفسر المقصود من المصلحة وأنواعها (الروحية، والنفسية، والخلقية، والمادية) ويفصل ذلك في أن الشريعة جاءت لجلب المصالح ولدرء المفاسد. ويورد بعض القواعد التي تؤسس للتشريع المصلحي وتضبطه، وينقد دعوى تعارض النص والمصلحة. ثم يتناول طرق التعامل، والتفسير، والتطبيق المصلحي مع النصوص، ومعيار النصوص في تقدير المصالح.
الملخص
يناقش البحث الوهم القائل بالفصل بين الجوانب الروحية والنفسية والجوانب العقلية والعلمية في حياة الإنسان، ويحلل أبعاد التجربة الإنسانية العقلية، والعلمية، والروحية، والقيمية وذلك بنقد النزعات الفلسفية الحلولية والانطوائية. ويخلص إلى تأكيد ما جاء به الوحي القرآني بوصفه أساساً لحياة إنسانية قوامها الترابط والتكامل بين تلك العناصر والأبعاد، ومرتكزاً على قاعدة التوحيد، والاستخلاف للحياة الإنسانية، ويسرد المعيقات في إدراك الروحانية والاستخلافية ومبادئها، ويتناول علم التوحيد الاستخلافي، وتحقيب التجربة الروحية الإنسانية، والمراحل التي حققت مضمون الرسالة المحمدية، والموسوية، والعيسوية، وكذلك الدليل الوجودي والقيم الاستهدافية.
يناقش البحث تحديات التقدم في مجال الأحياء والهندسة الوراثية والخاص بمسألة الاستنساخ، ويُعرف المقصود بعلم الهندسة الوراثية والجينات مستشهداً ببعض الآيات القرآنية في الخلق، ويعرض لمجال الهندسة الوراثية في الزراعة، والغذاء، والطب، والأدوية. ويتطرق لأضرارها وبيان الحكم الشرعي فيها. ويتناول موضوع استنساخ الأجنة، ويبين المفاسد المترتبة عليه، من تغيير خلق الله، والقضاء على استقلالية الإنسان ووحدة الأسرة. ويسأل عن المصالح الشرعية التي يمكن أن يحققها الاستنساخ. داعياً علماء المسلمين أن يولوا القضية عنايتهم، ويصوغوا رؤى ومواقف شرعية أساسها العلم لا مجرد ردود أفعال.
رأي وحوار
===================
لا ريب أن كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس للأخ الدكتور ماجد عرسان الكيلاني،يقدم إضافة قيّمة للدراسات المعنيّة بالتاريخ الإسلامي، وذلك بإعطائه البعد الاجتماعي المساحة التي يستحقها في الحركة التاريخية عام، وفي تحقيق الانتصارات الكبرى بنحو خاص.
ولقد كان تحرير القدس على يد الناصر صلاح الدين في أعقاب معركة حطين (عام 583هـ) واحداً من الانتصارات الحاسمة التي لم تكن لتتحقق بجهد البطل التاريخي وحده، وإنما بدخول المجتمع المسلم طرفاً في المعادلة.
وتزداد أهمية الكتاب المذكور إذا تذكرنا كيف أن معظم الدراسات التي تعاملت مع التاريخ الإسلامي انصبت اهتماماتها بالدرجة الأساس على الجوانب السياسية والعسكرية وأهملت الجانب الاجتماعي، وقد دفعها هذا في كثير من الأحيان إلى تأكيد أثر البطل (الفرد) في التاريخ وتضخيم مساحته على حساب الجماعة.
ولقد استطاع المؤلف، من خلال خبرته العلمية والتأليفية تقديم عمل مقنع بخصوص مجمل الظروف التاريخية التي قادت إلى تحرير القدس. إلاّ أنه في تأكيده هذا الجانب، وأن كتابه يمثل محاولة رائدة في سياقه، انـزلق باتجاه التعميم، وأشار إلى أن المؤرخين المعاصرين الذين بحثوا في عصر الحروب الصليبية، رموا بثقلهم باتجاه البطل باعتباره العامل الأساس في صياغة الوقائع والانتصارات.
ثم مضى إلى القول بأن “الملاحظات التي يمكن أن توجه لمثل الدراسة التي قام بها الدكتور حسين مؤنس وعنوانها: نور الدين محمود، والدراسة التي تناول فيها الموضوع نفسه الدكتور عماد الدين خليل… والدراسات التي تناولت حياة صلاح الدين بالمنهج والأسلوب نفسها، أنها اتبعت منهج التأريخ الفردي الذي يركز على شخص القائد وجهوده في مواجهة التحدّي …
قراءات ومراجعات
===================
تقديم
تأتي محاولة محمد هيشور لتسهم في الكشف عن أهم سنن قيام الحضارات وسقوطها لمن رام استرجاع القيادة الحضارية للأمة الإسلامية من جديد. وسنقف عند أهم الأفكار التي تضمنها هذا الكتاب الذي جاء في 325 صفحة من الحجم المتوسط موزعة على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة وقائمة بأسماء المصادر والمراجع.
عرض وتحليل للكتاب
استهل الكاتب دراسته بمقدمة عرض فيها إشكالية بحثه، محِّدداً إياها بتلك الثنائية التاريخية المجسدة في قيام الحضارات وسقوطها. وقد اختار الكاتب دراسة هذه الثنائية من خلال ما رسمه القرآن الكريم من سنن لقيام الأمم وسقوطها على مر التاريخ.
تطرق الباحث في الفصل الأول إلى معنى السنن ومفهوم الحضارة كما يصورهما القرآن. فبعد أن تناول مفهوم السنة لغةً واصطلاحاً عند المحدثين والفقهاء والأصوليين، تطرق إلى معناها في الفكر الإسلامي منتهياً إلى تعريفها بأنها: “مجموعة القوانين التي يسير وفقها الوجود كله وتتحرك بمقتضاها الحياة” (ص27)، وهي بهذا المفهوم قسمان: سنن إجبارية وهي التي تجري على كل الكائنات الحية، وسنن اختيارية وهي التي للإنسان قدرة إرادية فيها. فالسنن –بوصفها قوانين ربانية- ترسم للكون مساره وللإنسان طريقه، وهي بذلك تمتاز بالخصائص الآتية:
أولاً: إنها حيادية لا تحابي أحداً بغض النظر عن معتقداته ولونه وعرقه، فهي دائماً في صالح من يأخذ بها …
الكتاب الذي بين أيدينا من أحدث الكتابات في هذا العصر التي تسعى لتقديم تفسير علمي لبعض المراحل والوقائع في تاريخنا الإسلامي. وقد حاول مؤلفه الدكتور محمد عابد الجابري أن يقدِّم تفسيراً وتحليلاًَ عصريين غير مسبوق إليهما لمحنة ابن حنبل في الشرق الإسلاميِّ، ونكبة ابن رشد في الغرب الإسلاميِّ.، إذ بينما ظلت تفسيرات هاتين الحادثتين وتحليلاتهما دائرة في فلك علم العقيدة، فإنَّ صاحب الكتاب عَنِيَ بالدعوة إلى إخراجهما من هذه الدائرة الموروثة، وذلك لأنَّ تلك التفسيرات والتحليلات السابقة لا تتوافر على أي تفسير معقوليٍّ يمكن للعقل الناقد تقبله والنـزول عنده.
إنَّ إضفاء المعقوليَّة السياسيَّة على هاتين التاريخيتين أمرٌ في غاية الأهمية في الوقت الحاضر، سعياً إلى التوصل إلى فهم عصريّ مكين لعلاقة الديني بالسياسيّ في تاريخنا الإسلاميّ من جهة، وما تحمله الشعارات “الدينية” في كل عصر من معان وغايات سياسيّة مستبطنة من جهة أخرى.
وقد وزع المؤلف مباحث الكتاب على مقدّمة، وثلاثة فصول رئيسة. أما المقدِّمة، فقد خصَّصها للتعبير عن الشعور الذي انتابه عندما همَّ بتأليف هذا الكتاب كما أورد فيها عرضاً لجلة من التساؤلات المنهجيّة حول شخصية الفرد المثقف، والأدوات العلمية المؤهَّلة لتحصيل مكانة المثقف في المجتمعات مؤكِّداً ضرورة كون المثقف إنساناً مفكراً داخل مرجعية سابقة، إن كان معارضاً أو مكرِّراً أو مدافعاً.
وأما الفصل الأول، فقد تطرق فيها إلى الحديث عن المثقفين في الحضارة الإسلامية، وحاول أن يؤرِّخ لظهور كلمة المثقف في الثقافات الأوروبية التي هي مصدر الدلالة المعرفيَّة لكلمة المثقف في العصر الراهن. وفي هذه الأثناء استحضر المؤلف مفهوم الفيلسوف الماركسي الإيطالي غرامشي للمثقف الذي يؤكّد أنَّ المثقفين لا يشكّلـون طبقة مستقلة، وأنَّ كل مجموعة اجتماعية لها مثقفوها الخاصّون، وظيفتهم هي القيام بقيادة المجموعة وتحقيق الانسجام داخلها. وهذا المفهوم الغرامشي مفهومٌ ذو خليفة عقدية (=ماركسيَّة)، ولذلك، فإنَّه لا يصلح للاعتماد عليه في تحديد معنى المثقَّف حسب تصور المؤلّف، وبدلاً منه مال المؤلف إلى القول المؤلف إلى القول بضرورة الرجوع إلى الجذر اللغوي لهذه الكلمة، الذي لا يتضمن الإشارة من قريب أو بعيد إلى الدلالة المعرفيّة المعاصرة لهذا المصطلح، وهي دلالة أرجع المؤلف تلبس المصطلح بها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، مؤكّداً أن تلك الدلالة فرنسية المنشأ، إّ إنَّ كلمة intellctual مشتقة من كلمة intellect، وتعني العقل أو الفكر. وعندما يستعمل وصفاً لشيء فإنه يدل على انتماء ذلك الشيء وارتباطه بالعقل بوصفه ملكة للمعرفة، وعندما يستعمل اسماً يراد به الشخص الذي لديه ميلٌ قويٌ إلى شؤون الفكر وشؤون الروح. وأما الأحداث التاريخية التي مهَّدت …
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.