الوصف
كلمة التحرير
===========
هذا هو العدد الرابع عشر من إسلامية المعرفة نضعه بين يدي القارئ الكريم آملين أن يجد في مادته ما يعبر عن بعض همومه، أو ما يثير في ذهنه -على الأقل- بعض الأسئلة والقضايا. ولقد حرصنا طيلة المرحلة الماضية من عمر المجلة على أن يكون ما نقدمه للقارئ في كل عدد جديد أفضل مما سبقه، أو لا يكون دونه على أقل تقدير. ولئن أكدت لنا التجربة أن الحفاظ على مستوىً عالٍ في أدائنا شكلاً ومضموناً ليس دائماًً هدفاً يسير التحقيق قريب المنال، إذ دونه تقف صعوبات وعقبات، فإننا نشعر بالارتياح والغبطة أن وجدنا من تجاوب الكتاب والمفكرين وتفاعلهم مع رسالة المجلة وتطلعاتها وما شجعنا على التمسك أكثر بذلك المبدأ، مبدأ الحرص على تزكية أدائنا وزيادته إتقاناً وجودة.
ولا يعني هذا الشعور بالارتياح والغبطة أن ما تمكنا من نشره في المجلة حتى الآن هو غاية المأمول، أو أن القضايا التي تحتاج إلى ابتدار النظر أو استئنافه وتجديده فيها قد وصلنا فيها إلى قول لا مزيد عليه. بل إننا لنعتبر أن ما أسهم به كتاب المجلة حتى الآن إن هو إلا تمهيد للسبل وفتح للمداخل لتأسيس القول وتطوير الخطاب في مجالات فكرية ومعرفية عديدة.
وإننا نعيد هنا تأكيد ما قلناه في أعداد سابقة من أن تطوير البديل المؤسَّس إسلاميّاً في مجالات المعرفة المختلفة لن يكون إلاّ بتجاوز الكلام على المفاهيم الكلية والأطروحات العامة إلى الدراسات التفصيلية والميدانية المتخصصة، إذ ذلك هو السبيل الوحيد والحقيقي لإنضاج تلك المفاهيم والأطروحات وامتحان جدواها العلمية وكفايتها في توليد الفكر وتطوير المعرفة.
يفتتح مصطفى تاج الدين باب بحوث ودراسات بمقال عن مسألة التأويل، مستقصياً معاني المصطلح ودلالاته، ومحاولاً تبين مسالكه ورسم بعض ضوابطه في التعامل مع آيات القرآن الكريم. وهو بذلك يعيد توجيه الاهتمام إلى ضرورة التركيز على دراسات القرآن الكريم بوصفه المعين الذي لا ينضب لهداية الإنسان في النظر والعمل. أما عبد الله حسن زروق فيستعرض خريطة الفكر الفلسفي في الغرب، ساعياً إلى تعيين أهم مناهجه …
بحوث ودراسات
==============
يستقصي البحث معاني التأويل ودلالاته، ومسالكه وضوابطه في التعامل مع القرآن الكريم، موجهاً الاهتمام إلى ضرورة التركيز على دراسات القرآن بوصفه هادياً للإنسان في النظر والعمل، فيشرح معنى مصطلح التأويل، وأوجه الخلاف في مضمونه عبر التراث، ثم المعنى التاريخي وانحسار التأويل، وعرض وجهة النظر المتعصبة للتأويل والرافضة له، ثم المعنى الذاتي وانحراف التأويل، ثم الأصول الدينية لنظرية التأويل الحديثة، ومظاهر الترابط والتداخل في الآراء النقدية الغربية حول الظاهرة النصية، ويضع ضوابط للتأويل من أهمها: (المقصدية، والسياق المقامي، والسياق النصي، والسياق الثقافي، وانسجام النص). مختتماً بحثه بشرح مفهوم التأويل الفاسد.
يستعرض البحث خريطة الفكر الفلسفي في الغرب، ومناهجه ومدارسه، وما يرتبط بها من مشكلات، وأنسب الطرق في التعامل معها، وحدود الإفادة منها. فيشرح البحث إشكالية التعامل مع الفكر الغربي، ويستعرض حجج الرافضين والمؤيدين، ويُعرف بالمناهج الفلسفية الغربية، والخصائص العامة للفلسفة وفوائدها، ومناهج الدراسات الفلسفية في الفكر الغربي، ومنهج الشك والمدرسة العقلانية، والمنهج العقلاني، والتجريبي، والتحليلي، ومنهج الوضعية المنطقية، والنظرية النقدية والبنيوية، والمنهج التأسيسي. ثم ينقد المنهج العقلاني، والمنهج الكلي والتفكيكي، متناولاً النسبية الإدراكية والأخلاقية من المنظور الإسلامي.
الملخص
يعرض البحث لأهم المنظورات السائدة في العلاقات السياسية الدولية، وأهم القضايا الإنسانية والاجتماعية، مركزاً على مشكلات العالم المعاصر، ومقارناً بين مختلف المدارس السياسية. ويتساءل الباحث عن إمكانية وضع نظرية عليا لتحليل السياسة العالمية، ويعرض لجوهرها ومداخلها (المدخل الواقعي، والمدخل العالمي، ومدخل رفض التبعية، والمدخل الديني بنوعيه الإسلامي والإنجيلي). ثم وحدات التحليل في السياسة الدولية. ويتناول التقسيم القيمي (دار الإسلام، ودار العهد، ودار الحياد، ودار الحرب). ثم التقسيم العملي (الدولة القومية، والشركات متعددة الجنسيات، والمؤسسات الدولية، والحركات الدينية). عارضاً لأهم المشكلات العالمية كاستحكام عقيدة الشرك، وفشل التنمية، والحرب، وحقوق الإنسان.
يستعرض البحث العناصر المكونة لرؤية الشيخ محمد الغزالي للانتشار التاريخي للإسلام من خلال مؤلفاته العديدة. فيتناول الأصول التاريخية لاهتمام الشيخ بقضية الدعوة، ومناقشة لبعض المسلمين واعتقاداتهم حول مبدأ الجهاد والحرب. وإقراره أن السلام هو الأصل في دعوة الإسلام، والحرية هي قاعدة الإسلام في الحركة. ويدحض الغزالي دعاوى المستشرقين حول انتشار الإسلام بالسيف من خلال الفتوحات العسكرية. مركزاً على آيات الدعوة والحكمة والموعظة الحسنة، وفهم الغزالي لهذه الآيات، ويعرض لبعض المفاهيم والمرئيات المستنتجة من فكر الشيخ الغزالي.
رأي وحوار
===================
عندما طلب مني الزميل الفاضل محمد الطاهر الميساوي تقديم كتاب الأستاذ لؤي صافي The Foundation of Knowledge رحبت بالفكرة، لكني بعد أن قرأته خلال شهر رمضان المعظم الماضي، ترددت كثيراً لسببين:
الأول: هو تجنب ما قد يؤدي إليه التعارض التام بين تصور الأستاذ لؤي صافي لإشكالية المعرفة العلمية في علاقتها بالعقيدة وتصوري لها من عدم الموضوعية في عرضي للكتاب؛ إذ لا أريد أن أغبن أحداً حقه خاصة إذا كان القصد خدمة نفس القضية التي نؤمن بها معاً وهو إيمان ينبغي أن يكون منطلقاً للصداقة بيننا وللتعاون العلمي في خدمة الرسالة التي انبنت عليها حضارتنا.
لكن هذا السبب أقل أهمية من السبب الثاني، لأنه يمكن للمرء أن يغالب نفسه وقد ينجح إذا بذل الجهد اللازم فيكون موضوعياً قدر المستطاع في عرض آراء لا تتفق مع وجهة نظره، خاصة وهذا الجهد مدعوم بما أشرنا إليه من الاتحاد في الأهداف والسعي إلى التعاون المثمر من أجل تحقيقها.
الثاني: هو تجنب ما قد يؤدي إليه هذا التعارض بين تصورينا من التسرع والحكم بأنه معارضة مني لمهمة أسلمة المعرفة، إذا قصد بها تفعيل أحد أبعاد الحضارة عندنا لإخراجه من العطل الذي أصابه، دون أن يعني ذلك إخضاع المعرفة العلمية للعقيدة أو تصور أسس المعرفة العلمية مستمدة منها، فهذا التصور ليس ضرورياً عندي، بل قد يكون ضارّاً. ثم هو لم يكن من شروط الإبداع العلمي عند كبار علمائنا الذين كانوا بمنأى عن الجدل الدائر بين الفلاسفة والمتكلمين حول البعد العقدي من المعرفة الإنسانية إلا من حيث الدافع إلى طلب العلم والحض عليه وإخضاعه إلى الغايات الإنسانية التي لا تنافي القيم السامية دينية كانت أو غير دينية …
الأهمية الخاصة لقانون العقوبات الإسلامي
لا يملك المرء إلاّ أن يلحظ إحساس الذي ينتاب عامّة الناس من جرّاء وقع كلمة قانون العقوبات الإسلامي، وما يبدو عليهم من خوف ورهبة من قسوتها المتوهمة. وممّا لا شك فيه أن روح التشريع الإسلامي لا يمكن أن تقصد إلى إثارة ذلك الإحساس، فكل ما يصدر عن الإسلام لا بد أن يكون فيه النفع والأمن والطمأنينة للبشر.
مثل هذه الخواطر تمر بالذهن حين يثور الجدل حول قانون العقوبات الإسلامي. وهذا الإحساس بالخوف والرهبة يتجسد خاصة حين يدور البحث في أمر العقوبات التي شرعها الإسلام، والتي تتعلق بالأخطاء والجرائم ذات الصلة بالطبائع البشرية وما جبلت عليه من فطرية عواطفها ونوازعه، وما قد يقع فيه بعض الناس –وخاصة الشباب- من جريمة الزنا والعلاقات الجنسية غير المشروعة، وما يترتب على ذلك من عقوبات صارمة قد تكون موتاً على أقسى صورة رجماً بالحجارة.
ولذلك فإنه ليس من المستغرب أن يقلب الإنسان بين وقت وآخر نظره وأن يعمل ذهنه في قضايا هذا القانون، ومن هذه القضايا التي يمكن أن تخطر بالبال وأن تمر بالذهن دون أن تتضح حكمتها، اشتراطُ شهادة أربعة شهود شهادة صريحة قاطعة لإثبات جريمة الزنا، وذلك في الوقت الذي يكفي لإثبات جريمة القتل والقصاص شهادة اثنين فقط.
قضية منهج
كانت هذه بعض الهواجس التي تمر بالخاطر بشأن قانون العقوبات الإسلامي والتساؤلات التي تعرض بشأنها، والتي لا تمكن الظروف والمشاغل وطبيعة الاختصاص من تركيز البحث فيها والوقوف طويلاً عندها. لقد كان من الواضح عندي أن الإجابة عن مثل هذه القضايا لا تكون إلاّ من خلال فهم جوانب الفطرة التي تتعلق بالقضايا الشرعية موضع البحث، وهذا يعني منهجية يتكامل فيها الوحي والعقل والطبائع والوقائع. وقد سبق لي أن كتبت في قضايا المنهجية الإسلامية وتكامل مصادر المعرفة في الوحي والعقل والطبائع والوقائع، وكانت تجربة الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا محالةً للقضاء على الانفصام بين …
قراءات ومراجعات
===================
لم يحظ كتاب في العالم أجمع بما حظي به القرآن الكريم من اهتمام ودراسة، فقد ملأ على القدماء والمحدثين مشاعرهم، واستأثر بعنايتهم، وأخذ بلباب قلوبهم، وشغاف أفئدتهم، فما زالت الدراسات القرآنية تتوالى منذ أن رتل جبريل عليه السلام القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا.
ومن هذا المنطلق كانت هذه الإطلالة لتحلق في سماء كتاب جديد صدر عن المعهد العالمي للفكر الإسلامي ضمن سلسلته “المنهجية الإسلامية” بعنوان: النص القرآني من الجملة إلى العالم، ومؤلفه هو الأستاذ الدكتور وليد منير، أستاذ النقد الأدبي والألسنيات بكلية التربية النوعية، جامعة حلوان بمصر.
ويقع الكتاب في 193 صفحة من القطع المتوسط، علماً أنّ الكتاب قد احتوى على تقديم للأستاذ الدكتور طه جابر العلواني، وثلاثة عشر فصلاً، فضلاً عن الخاتمة وثبت المراجع والمصادر.
منهج الكتاب وهدفه
يمثل هذا الكتاب محاولة للفهم والتحليل والتأويل في الوقت ذاته، ولا تخلو هذه التجربة البحثية من صعوبة كون النص القرآني قد أعاد صياغة العقل ووجدانه، فضلاً عن امتلاكه رؤية شديدة الثراء للوجود، وتصويراً متميزاً لكينونة الإنسان في الزمن، ومعرفة عميقة بالكون والحياة، ومع كل ذلك تظل هذه المحاولة، ضرورية وملحة على حد تعبير المؤلف.
وقد أشار المؤلف أن محاولته هذه تطمح إلى مقاربة النص القرآني مقاربةً جديدة بأدوات حديثة دون أن تسقط من حسبانها أصالة العلاقة بين النسبي والمتعالي، بل تتوق توقها الخاص إلى إضاءة هذه العلاقة وإشباعها …
مؤلف هذا الكتاب باحث في علم الأنثروبولوجيا المتأثر بمنهج التحليل النفسي ورؤيته في فهم سلوك الإنسان وتفسيره فرداً وجماعةً. يتكون الكتاب من خمسة فصول، هي:
1. المخيال الاجتماعي والسياسي.
2. المخيال الديني.
3. مخيال العالم والخلق.
4. المخيال الجمالي (الفني).
5. مخيال الجنس والحب.
وكما نرى، فإن كلمة المخيال يأتي ذكرها في عناوين فصول الكتاب الخمسة. وفي ذلك إشارة إلى أن المؤلف يركز كل اهتمامه على دراسة مفهوم المخيال العربي الإسلامي مظاهره وتجلياته. ومن الجدير بالملاحظة أن مصطلح المخيال L’Imaginatire) ) لا نكاد نجد له استعمالاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية الأنجلوسكسونية، في حين استعمل بنحو واسع في الثقافة الفرنسية للعلوم الاجتماعية والإنسانية. وليس في هذا الأمر غرابة. إذ إن مفردة المخيال L’Imaginatire)) قد ولدت على أيدي عالم التحليل النفسي الفرنسي جاك لاكان (Jacques Lacan) في منتصف هذا القرن، وقد استعملت الأنثروبولوجيا الفرنسية مفهوم المخيال الجماعي فعرفته على النحو الآتي: “المخيال الجماعي هو مجموعة من التمثلات (Representations) الأسطورية للمجتمع”.
لا يمدنا المؤلف في الصفحات الأولى من كتابه بتعريف جاهز وواضح لمفهوم المخيال العربية الإسلامي، وإنما نجده يتحدث عن مفهوم المخيال باعتباره رؤية جامعية يكتسبها شعب من الشعوب أثناء تفاعله مع محيطه القريب والبعيد، من جهة، ومن تفاعل العناصر المكونة لهذا المحيط مع بعضها البعض، من جهة أخرى. فالمخيال هو الإطار الجماعي الذي يوجه ويحدد طبيعة مسيرة المجتمعات …
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.