الوصف
كلمة التحرير
===========
بهذا العدد من “إسلامية المعرفة” تواصل المجلة رحلتها المباركة، من مقرها الجديد في المكتب الرئيسي للمعهد بالولايات المتحدة الأمريكية. وتنتهز هيئة التحرير هذه الفرصة لتتوجه بالشكر والثناء على الإخوة الذين حملوا العبء منذ نشأة المجلة وحتى عددها الخامس عشر، تحريراً وطباعة وتوزيعاً، من مكتب المعهد في ماليزيا، فجزاهم الله خير الجزاء، وأجزل لهم العطاء.
لقد استهل محمد أبو الليث الخير آبادي باب البحوث والدراسات، بدراسة عن ظاهرة الوضع في الحديث النبوي الشريف كاشفاً عن جذورها التاريخية والدوافع الكامنة وراءها، مبسطاً لها ومصنفاً، وجامعاً أطرافها من أكثر من خمسين كتاباً من كتب التاريخ، والرجال، والفرق والنحل، وعلوم الحديث، وقد انتهى في دراسته إلى تقسيم أسباب الوضع إلى أسباب هادفة قصدها أصحابها، وأخرى مساعدة أدت – دون قصد أصحابها- إلى تسرب تلك الآفة إلى كتب الحديث والفقه، إلى أن قيض الله لهذه الأمة رجالاً يعيدون الأمر إلى نصابه، ويحفظون للسنة النبوية – وهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم، للهداية والتشريع والحضارة والمعرفة- نقاءها وصفاءها.
وفي إطار التعامل مع الفكر الغربي، يقدم أحمد داود أوغلو نموذجا للمقارنة بين الرؤية الإسلامية للعالم القائمة على وحدانية الله تعالى وتنزيهه، وبين البنية الغربية التي تخصص الألوهية وتضفي سمة النسبية والذاتية على الدين، فتفضي بذلك إلى علمنة الحياة.
وفي سياق التجربة المصرفية الإسلامية، التي تمر بعقدها الثالث، تأتي الدراسة التقويمية لياسر الحوراني لتعالج أهم الأدوار الوظيفية المنوطة بأداء البنك المركزي مع تعامله مع المصرف الإسلامي، والتي توصي بضرورة تكييف البنك المركزي لبعض آلياته لتنسجم مع معطيات الشريعة من جانب، وتوصي من جانب آخر المصرف الإسلامي أن يسهم في حل بعض المشكلات عبر قنوات مصرفية دولية ليحد من لجوئه واعتماده على البنك المركزي داخل إقليمه.
أما باب الرأي والحوار، فقد تضمن مقالاً لعبد الوهاب المسيري يتصل بمنهجية البحث والتحليل والتفسير والاجتهاد، وهو يطرح نموذجاً يحل محل النموذج المادي المتلقى السائد، يقوم على أساس من اكتشاف المعطيات المتاحة وتركيبها وترتيبها والربط بينها للوصول إلى أنماط متكررة. وهو محاولة لتفسير بعض جوانب الظاهرة دون محاولة …
بحوث ودراسات
==============
طاف المؤلف على كتب التاريخ، والرجال والأحاديث الموضوعة، والفرق والنحل، والحديث وعلومه بحثاً عن أسباب الوضع في الحديث وجذوره التاريخية، وأرجعها إلى أسباب هادفة كالانتقام من الإسلام والمسلمين، وذلك على يد الأمم المنكوبة من اليهود والنصارى. ونصرة الأحزاب والأهواء السياسية. ونتيجة للخلافات المذهبية، ونصرة المذاهب العقيدية مثل القدرية والجبرية، والتنفير من الإسلام على يد الزنادقة والملحدين، والعصبية للجنس أو البلد، والرغبة في الإصلاح والترغيب في الزهد، ونصرة المذاهب الفقهية، وإلى أسباب مساعدة كعدم تدوين السنة، وتفرق الصحابة في البلاد المفتوحة، والتساهل مع الوضاعين، وخطأ الراوي بالوهم أو النسيان.
يتناول الباحث مدى التنافر بين الأسس النظرية، والفلسفية، والثقافات، والصور السياسية الغربية والإسلامية من خلال إطار محدد من العلاقات المتداخلة بين علم الوجود، ونظرية المعرفة، ومبحث القيم السياسية. ويبحث عن أصول المشكلة في البنية الأساسية لرؤية كلا الاتجاهين للعالم، ومدى ارتباط أصالة البنية الإسلامية بالأنطولوجيا الدينية القائمة على الإيمان والتوحيد. وكذلك الفارق بين المستويات المعرفية عبر التدرج الوجودي ونظرية المعرفة بدءًا من رؤيته للعالم، ووصولاً إلى الأسس القيمية للتصورات والثقافات السياسية، وعملية تشريع السلطة السياسية على أسس قيمية توحيدية معرفية، وكذلك التحدي الغربي للمجتمعات وللحضارة الإسلامية.
الملخص
ركز البحث على معالجة أهم الأدوار الوظيفية المنوطة بأداء البنك المركزي في تعامله مع المصرف الإسلامي. وحاول الوقوف على طبيعة الاختلالات المؤثرة في جانب سلطة البنك المركزي على المصرف الإسلامي، والعلاقة بينهما ووظائف البنك المركزي العامة، وكذلك الوظائف الأخرى المرتبطة بها، وتقييم هذه الوظائف حسب آليات، جهاز المصرف الإسلامي. وانتهى البحث إلى ضرورة تكييف البنك المركزي لبعض الآليات، لتنسجم مع معطيات الشريعة مثل إبدال الفائض الربوي بأشكال شرعية، إلى جانب ضرورة إسهام المصرف الإسلامي في حل بعض الإشكاليات وفق آليات العمل المصرفي الجماعي خارج إطار الإقليم الواحد، وذلك للحد من لجوئه إلى البنك المركزي الإقليمي.
رأي وحوار
قراءات ومراجعات
===================
تجدر الملاحظة قبل عرض الأفكار الواردة في الكتاب الذي بين أيدينا إلى أنه يتنزل في المشروع النقدي الذي بدأه الكاتب منذ أكثر من عشرين سنة للحضارة الغربية التي تميزت في السنوات الأخيرة بما يسميه الكاتب بأحادية السوق (Monotheisme du marche)، والتي في علاقاتها الاستكبارية مع العالم الثالث أفرزت الحركات المتطرفة على اختلاف انتماءاتها الإيديولوجية.
فمنذ سنة 1779م، كتب جارودي في “نداء إلى الأحياء”: “إننا بصدد اغتيال أبنائنا… إن نموذجنا التنموي بدد في جيل واحد الثروات المتراكمة في أحشاء الأرض منذ ملايين القرون… إن هذه السياسة تقتل في كل سنة خمسين مليوناً من البشر في العالم الثالث… وتدفع بالباقي إلى الإبادة أو الثورة بدون تغيير جذري”.
“الحفارون” كتاب آخر لنفس الكاتب يواصل فيه نقده للحضارة الغربية، كتبه سنة 1992م. هذه السنة التي يعتبرها جارودي المحطة التي تم فيها مشروع الغرب الحضاري الذي أسس على فلسفة الاستعمار والإبادة للآخر، والذي دشنه منذ عدة قرون. فخلال سنة 1992م تم إحياء ذكرى إبادة هنود أمريكا والتي تسمى زوراً “اكتشاف أمريكا” وهي ذكرى افتتاح العصر الاستعماري.
وسنة 1992م كانت أيضاً ذكرى سقوط غرناطة آخر مملكة للثقافة الإسلامية في إسبانيا وآخر جسر معرفي يصل الشرق بالغرب.
فقبل خمسة قرون (1492م) قررت أوربا أن تقطع صلتها بالحضارة العربية الإسلامية المصدر الثالث لحضارتها بعد الثقافة اليهودية والمسيحية، والثقافة الإغريقية الرومانية …
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.