الأستاذ محمد العاني/سوريا، قراءة في كتاب العالمية الإسلامية الثانية لأبي القاسم حاج حمد
في هذا الفيديو، يقدم الأستاذ محمد العاني من سوريا قراءة لكتاب أبو القاسم حاج حمد “الإسلامية العالمية الثانية”.
ينقسم عرض العاني إلى جزأين رئيسيين:
- الجزء الأول: يناقش بإيجاز المشكلة التي يتناولها حاج حمد فيما يتعلق بدور الإله في حركة الوجود والمنهجية التي استخدمها المؤلف لحل هذه المعضلة.
- الجزء الثاني: يتعمق العاني فكريًا في الأساس النظري لأبو القاسم حاج حمد رحمه الله، حول جدلية الغيب والإنسان والطبيعة. ويوضح أنه بدون إطار فكري، تعيش المجتمعات حياة بلا معنى، تفتقر إلى الهدف والمعايير الأخلاقية الواضحة.
ويشير العاني إلى أن حاج حمد لم يفصل بشكل كافٍ في أساس معرفي وتفسيري قوي بسبب المصادر المحدودة التي اعتمد عليها، وهي بشكل أساسي القرآن واللغة، بالإضافة إلى بعض الإشارات إلى المفكرين والفلاسفة العرب.
ويذكر العاني أيضًا أن عمل حاج حمد يهدف إلى تقديم رؤية للعالم وإطار مرجعي للأفراد العرب والمسلمين، مؤكدًا على أهمية تصحيح تصور صورة الله والعلاقة معه. وهذا أمر بالغ الأهمية لأن الظواهر الدينية تؤثر بعمق في الأنشطة الثقافية والاجتماعية في السياقات العربية والإسلامية.
ويتناول بإيجاز منهجية حاج حمد، التي بدأت بطرح أسئلة أساسية تناقش الأخطاء التاريخية واللاهوتية في تفسير الدين. ثم قام حاج حمد بتحليل نقدي للمنظورات الغربية والعربية، بما في ذلك وجهات النظر الماركسية والليبرالية والعلمانية والمادية والإسلامية، رافضًا تلك التي تفتقر إلى التدقيق التاريخي أو تستند إلى تحيزات عقائدية.
ويوضح العاني كذلك أن حاج حمد حاول تأسيس أنثروبولوجيا فلسفية للعلاقة بين الغيب والإنسان والطبيعة، مستندًا إلى التحليل القرآني ودمج بعد صوفي وغنوصي متأثر بمحيي الدين بن عربي.
وفي الجزء الثاني من مداخلته، يعرب العاني عن أن الجزء النظري من عمل حاج حمد غامض إلى حد ما. ويشير إلى أن الإطار النظري لحاج حمد، الذي يستخدم قصة موسى والخضر لتقديم مفاهيم عوالم الإرادة، والقدر، والمطلق، يحتاج إلى مزيد من التوسع، لا سيما فيما يتعلق بالمرحلة الآدمية من الوجود البشري. ويجادل العاني أنه بينما كان حاج حمد مبدعًا في التفسير، إلا أنه لم يطور بشكل كافٍ الأساس الفلسفي والأنثروبولوجي للتشريع الذاتي البشري، وهو أمر بالغ الأهمية للانتقال من الحكم الإلهي إلى الحكم البشري. وهذا القيد، وفقًا للعاني، يضيق نطاق “الإسلامية العالمية” التي قصدها حاج حمد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.