الوصف
الأفكار الأساسية للكتاب:
الكتاب مقسم إلى جزأين رئيسيين:
- الجزء الأول: يتناول التقسيم الإسلامي الكلاسيكي للعالم، والذي يقوم على مفاهيم مثل دار الإسلام، دار الحرب، ودار العهد. يحلل المؤلف الأسس الفقهية لهذا التقسيم، وكيف طبقه المسلمون تاريخيًا في علاقاتهم مع الدول الأخرى. كما يقارن بين هذا التقسيم وتقسيمات المعمورة عند الأمم الأخرى قبل الإسلام، مثل الفرس والرومان واليونانيين.
- الجزء الثاني: يركز على نشأة وتطور الجماعة الدولية في التنظيم الدولي الحديث. ويدرس بشكل خاص تأثير العلاقات الإسلامية الأوروبية على هذا التطور. يتناول الكتاب دور الدولة العثمانية في السياسة الأوروبية، ومسألة الامتيازات الأجنبية، ونشأة القانون الدولي العام. كما يناقش الكتاب المعايير التي تم على أساسها قبول أو رفض دول في الجماعة الدولية، والمسألة الاستعمارية، والتنظيم الدولي المعاصر.
تحليل معمق للكتاب:
القسم الأول: التقسيم الإسلامي للمعمورة: التطور التاريخي والأساس الفقهي
هذا القسم هو لب الكتاب وأكثر ما يميزه. يقدم المؤلف فيه دراسة تفصيلية للتقسيم الإسلامي الكلاسيكي للعالم، والذي يتمحور حول ثلاثة مفاهيم رئيسية:
- دار الإسلام: وهي المناطق التي تخضع لحكم المسلمين وتطبق فيها الشريعة الإسلامية.
- دار الحرب: وهي المناطق التي لا تخضع لحكم المسلمين.
- دار العهد: وهي المناطق التي تعقد معاهدات صلح أو هدنة مع المسلمين.
يقوم المؤلف بتحليل هذه المفاهيم من الناحية الفقهية، مستندًا إلى آراء الفقهاء والمفسرين، ويشرح المعايير التي تحدد أهلية كل دار. كما يتناول المؤلف نماذج تاريخية لتطبيق هذه المفاهيم في العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية.
تحليل نقدي:
- إيجابيات:
- يعتبر هذا القسم مساهمة قيمة في فهم الفكر السياسي الإسلامي الكلاسيكي.
- يقدم تحليلًا مفصلاً ودقيقًا للمفاهيم الأساسية في التقسيم الإسلامي للمعمورة.
- يستند إلى مصادر فقهية وتاريخية موثوقة.
- ملاحظات:
- قد يرى البعض أن التركيز على التقسيم الكلاسيكي لا يعكس الواقع المعاصر للعلاقات الدولية.
- يمكن أن يثير بعض المفاهيم الفقهية نقاشات حادة حول علاقة المسلمين بغيرهم في العصر الحديث.
القسم الثاني: نشأة وتطور الجماعة الدولية في التنظيم الدولي الحديث
ينتقل المؤلف في هذا القسم إلى تحليل نشأة وتطور الجماعة الدولية في النظام الدولي الحديث، مع التركيز على تأثير العلاقات الإسلامية الأوروبية. يتناول المؤلف عدة قضايا هامة:
- تأثير الدولة العثمانية: يبرز المؤلف دور الدولة العثمانية في السياسة الأوروبية وتأثيرها على تطور القانون الدولي.
- الامتيازات الأجنبية: يحلل المؤلف نشأة وتطور نظام الامتيازات الأجنبية في العلاقات العثمانية الأوروبية.
- القانون الأوروبي العام: يتناول المؤلف نشأة القانون الدولي العام وتأثير العوامل الأوروبية في تشكيل الجماعة الدولية.
- المسألة الشرقية: يحلل المؤلف المسألة الشرقية وتأثيرها على التنظيم الدولي الأوروبي في القرن التاسع عشر.
- معايير العضوية في الجماعة الدولية: يناقش المؤلف المعايير التي اعتمدتها الدول الأوروبية لقبول أو رفض دول أخرى في الجماعة الدولية، مع التركيز على النظرة الاستعلائية تجاه “الآخر”.
- الاستعمار: يحلل المؤلف العلاقة بين الاستعمار ومعايير العضوية في الجماعة الدولية.
- التنظيم الدولي المعاصر: يقدم المؤلف رؤية نقدية للتنظيم الدولي المعاصر، مع التركيز على قضايا مثل عضوية المنظمات الدولية ومعايير العضوية.
تحليل نقدي:
- إيجابيات:
- يقدم هذا القسم تحليلًا تاريخيًا وسياسيًا عميقًا لتطور الجماعة الدولية.
- يبرز دور العلاقات الإسلامية الأوروبية في هذا التطور.
- يقدم نقدًا بناءً للمركزية الأوروبية في دراسة العلاقات الدولية.
- يثير قضايا هامة حول العدالة والإنصاف في النظام الدولي المعاصر.
- ملاحظات:
- قد يرى البعض أن المؤلف يركز بشكل كبير على الجوانب السلبية في العلاقات الأوروبية الإسلامية.
- يمكن أن يثير بعض تحليلات المؤلف نقاشات حول الهوية والعلاقات بين الحضارات.
الخاتمة:
يختم المؤلف الكتاب بتحليل لقضية البوسنة والهرسك كمثال على التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في النظام الدولي المعاصر. ويرى المؤلف أن هذه القضية تكشف عن استمرار النظرة الاستعلائية تجاه المسلمين وغياب العدالة في النظام الدولي.
التقييم العام:
يعتبر كتاب “التقسيم الإسلامي للمعمورة” إضافة قيمة للمكتبة العربية والإسلامية. يتميز الكتاب بالعمق والشمولية والتحليل النقدي. يساهم الكتاب في فهم أفضل للفكر السياسي الإسلامي والعلاقات الدولية. ومع ذلك، فإنه لا يخلو من بعض الملاحظات التي يمكن أن تثري النقاش حوله.
نقاط القوة:
- الجمع بين الأصالة والمعاصرة.
- العمق والشمولية في التحليل.
- التحليل النقدي للمركزية الأوروبية.
- إثارة قضايا هامة حول العدالة والإنصاف.
نقاط الضعف:
- التركيز الكبير على التقسيم الكلاسيكي في القسم الأول.
- إمكانية وجود تحيز في تحليل العلاقات الأوروبية الإسلامية.
أهم 20 اقتباسًا من الكتاب مع التوثيق:
- “لقد مثل مشروع العلاقات الدولية في الإسلام… ما يمكن أن يطلق عليه جماعة علمية أو بواكير مدرسة فكرية أو نموذجًا معرفيًا خاصًا بحقل العلاقات الدولية…” (ص. 7)
- “وهذه الدراسة التي أعدها الدكتور محي الدين محمد قاسم تمثل إضافة حقيقية وجوهرية للمشروع بل إنها تمثل جزءًا أساسيًا وأصيلاً فيه.” (ص. 7)
- “…يرى القارئ لهذه الدراسة دون عناء كيف أنها كانت وبحق كاشفة عن كثير من الأبعاد التي لم تكن متداولة في حقل التنظيم الدولي والعلاقات الدولية…” (ص. 7)
- “التقسيم الإسلامي للمعمورة: دراسة في نشأة وتطور الجماعة الدولية في التنظيم الدولي الحديث” (عنوان الكتاب، ص. غير مرقمة)
- “الفصل الأول: تقسيم المعمورة عند الأمم قبل الإسلام.” (ص. 49)
- “المبحث الأول: تقسيم المعمورة عند الشعوب القديمة.” (ص. 49)
- “المطلب الأول: تقسيم المعمورة في الشرق القديم.” (ص. 49)
- “المطلب الثاني: المعاهدات ومركز الأجانب في اليونان وروما.” (ص. 59)
- “المبحث الثاني: رؤية المعمورة عند الفرس وبيزنطة.” (ص. 72)
- “الفصل الثاني: التقسيم الإسلامي للمعمورة: الأساس الفقهي والنماذج التاريخية.” (ص. 97)
- “المبحث الأول: في التعريف بالتقسيم الإسلامي للمعمورة.” (ص. 98)
- “المطلب الأول: الأهلية القانونية الدولية لدار الإسلام: المعايير الأساسية.” (ص. 99)
- “المطلب الثاني: دور الاختصاص الإقليمي في تحديد الأهلية القانونية لدار الإسلام.” (ص. 112)
- “المبحث الثاني: تداخل المعايير الأهلية الدولية: دار العهد.” (ص. 129)
- “المطلب الأول: الأهلية الدولية للوحدات الحليفة: حالة الأتراك (ما وراء النهر).” (ص. 138)
- “المطلب الثاني: الأهلية الدولية للوحدات الحاجزة: حالة أرمينية وقبرص.” (ص. 146)
- “المطلب الثالث: الأهلية الدولية للوحدات المحايدة: حالة النوبة.” (ص. 156)
- “الباب الثاني: نشأة وتطور الجماعة الدولية في التنظيم الدولي الحديث.” (ص. 165)
- “الفصل الأول: نشأة القانون العام والجماعة الدولية من منطلق العلاقات الإسلامية الأوروبية.” (ص. 171)
- “المبحث الأول: الإسهام التركي في نشأة وتطور البروتستانتية وتأثيره على تطور الجماعة الدولية.” (ص. 178)
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.