كيف ننشئ فلسفة إسلامية أصيلة؟ | أ.د. طه عبدالرحمن

يستعرض هذا الفيديو محاضرة للأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن حول “كيف نؤسس لفلسفة إسلامية أصيلة”. يؤكد المحاضر على أن الفلسفة الإسلامية المعاصرة يجب أن تنبع من الخصوصية التي تتميز بها الأمة المسلمة، وتستخلص عناصر كلية من هذه الخصوصية، ثم تعيد تقييم مفهوم الفلسفة لربط الخاص بالعام [04:37].

ويحدد الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن ثمانية مبادئ أساسية للفلسفة الإسلامية الأصيلة:

صياغة أسئلة فلسفية أصيلة: يجب على الفيلسوف المسلم ألا يتبنى المشكلات الفلسفية الموجودة، بل أن يخلق مشكلاته الخاصة، أو على الأقل أن يعيد صياغتها لتتماشى مع السياق الإسلامي [06:33]. ويجب أن تتناول هذه الأسئلة الحالة البشرية في العالم المعاصر والآراء الفلسفية السائدة [07:26].
معالجة الانحطاط البشري: يؤكد المحاضر أن انحطاط الإنسانية في العصر الحالي يرجع إلى آفتين: طبيعة العلم غير المتحكم فيها وتقليل قيمة المعرفة [12:49].
التركيز على الحلول: يجب على الفلاسفة التركيز على كيفية معالجة هاتين الآفتين بطريقة تعود بالنفع على البشرية جمعاء، وليس على المسلمين فقط [16:33].
إعادة تعريف العلاقات مع العالم: يحتاج العلم إلى تنقيح، ومعرفة الذات تحتاج إلى توجيه. وهذا يتطلب تغيير أنماط التفاعل البشري مع العالم، لا سيما في الإدراك والاستفادة [17:15]. ويقترح التحول من حس الملكية إلى حس الوكالة، حيث تسترشد المعرفة والاستفادة بفهم أن الملكية المطلقة لله [19:36].
إعادة تقييم الصورة العلمية للفلسفة: الصورة العلمية للفلسفة تنتقص من غرضها الأصلي، وهو تنقيح المعرفة [22:06].
مراجعة مبادئ الفلسفة القائمة على المعرفة: تحتاج الرؤية القائمة على المعرفة للفلسفة، والتي تتضمن التأمل، والتطور الأخلاقي، والاقتداء، إلى مراجعة [22:34]. ويشمل ذلك التمييز بين العقل الفلسفي (الذي يقدر القيم) والعقل العلمي (الذي يتجاهلها) [23:30].
إصلاح الأخلاق بناءً على الفطرة: يجب أن تستند الأخلاق إلى طبيعة بشرية فطرية وتطبق عالميًا [25:57].
الاقتداء بالنبي بدلاً من الله: يجب استبدال مفهوم الاقتداء بالله بالاقتداء بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كنموذج بشري كامل [26:11]. ويجب أن يمتد هذا الاقتداء إلى منهجيته الفكرية وسلوكه الأخلاقي [27:10]. فصدق النبي يمثل التأمل الكامل، مما يؤدي إلى أعلى الحقائق مثل التوحيد، وأمانته تدل على السلوك الأخلاقي الكامل، مما يؤدي إلى العدل [29:36].

في الختام، يؤكد الأستاذ عبد الرحمن أن الفلسفة الإسلامية الأصيلة يجب أن تنبع من أسئلة الفيلسوف المسلم الفريدة، وتتفاعل مع الأفكار الفلسفية الحالية والتحديات العالمية، وتؤطر هذه التفاعلات ضمن خصوصية التراث الإسلامي [32:46]. ويهدف هذا النهج إلى معالجة الانحطاط البشري من خلال تنقيح المعرفة وإعادة ترسيخ الحكمة كجوهر للفلسفة، وهو ما يعتقد أنه ضروري لخلاص البشرية [33:50].